مع التقدم في العمر، تبدأ بعض التغيرات الجسدية بالظهور، ومن أبرزها ظهور الأوردة المتعرجة على الساقين، أو ما يُعرف بالدوالي.
لا تقتصر هذه المشكلة على الجانب الجمالي فحسب، بل قد تكون علامة على اضطرابات في الدورة الدموية تتطلب الانتباه. ويعاني الملايين حول العالم من الدوالي بدرجات متفاوتة، مما يجعلها واحدة من أكثر مشكلات الأوعية الدموية شيوعًا.
ولكن، هل يمكن الوقاية من الدوالي؟ وما العلاجات المتاحة؟ للإجابة عن هذه التساؤلات، استشرنا خبراء الأوعية الدموية لاستكشاف أسبابها وطرق التعامل معها بفعالية.
الدوالي هي أوردة منتفخة ومتعرجة تظهر غالبًا على الساقين، وقد يظن البعض أنها مجرد مشكلة تجميلية. إلا أن الدكتور يوضح أنها قد تتسبب في أعراض مزعجة، مثل التورم، والثقل، والألم النابض.
أن إهمال علاج الدوالي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل جلطات الدم أو تقرحات الجلد، مما يجعلها أكثر من مجرد مشكلة جمالية، بل حالة طبية تتطلب التدخل العلاجي عند الحاجة.
كما أن الدوالي لا تكون دائمًا مرئية على سطح الجلد، إذ قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض مثل الثقل، والتورم، والألم، أو الشعور بتململ الساقين، دون أن تظهر الدوالي بوضوح.
**الفرق بين الدوالي والأوردة العنكبوتية**
غالبًا ما يخلط الناس بين الدوالي والأوردة العنكبوتية، لكنهما حالتان مختلفتان تمامًا. فالأوردة العنكبوتية أصغر حجمًا، وتظهر على شكل شبكات دقيقة على سطح الجلد. وعلى الرغم من كونها مشكلة تجميلية في معظم الحالات، إلا أنها قد تكون علامة مبكرة على مشكلات في الأوردة، خاصة إذا كانت مصحوبة بألم.
**أسباب ظهور الدوالي**
أن الدوالي تحدث بسبب خلل في الصمامات الموجودة داخل الأوردة، مما يؤدي إلى تجمع الدم وزيادة الضغط الوريدي.
كما أن الأوردة مسؤولة عن إعادة الدم من الساقين إلى القلب عكس اتجاه الجاذبية، بمساعدة صمامات تمنع عودة الدم إلى الخلف. ومع مرور الوقت، قد تضعف هذه الصمامات أو تتضرر، مما يؤدي إلى تراكم الدم وانتفاخ الأوردة.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالدوالي
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالدوالي وهي:
- الوراثة
إذا كان أحد الوالدين أو الأجداد يعاني من الدوالي، تزداد احتمالية الإصابة.
- التغيرات الهرمونية
مثل تلك التي تحدث خلال الدورة الشهرية، أو بسبب وسائل منع الحمل، أو الحمل، أو انقطاع الطمث.
- الحمل
يسبب زيادة في حجم الدم وضغط الرحم على الأوردة؛ ما يؤدي إلى ظهور الدوالي. غالبًا ما تتحسن الحالة خلال ثلاثة أشهر بعد الولادة.
- الوظائف الصعبة
والتي تتطلب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة تزيد من الضغط على الأوردة.
- الوزن الزائد
يؤدي إلى ضغط إضافي على الأوردة.
- التقدم في العمر
تفقد الأوردة مرونتها بمرور الوقت؛ ما يجعلها أكثر عرضة للتلف.
- عوامل أخرى
مثل التدخين، السفر الجوي المتكرر، والإصابات السابقة في الساق.
طرق الوقاية من الدوالي
للحد من تطور الدوالي، يوصي الأطباء باتباع نمط حياة صحي ونشط. ويوضح الدكتور جاستين بعض الطرق الفعالة، منها:
المشي، السباحة، واليوغا تعزز تدفق الدم بشكل صحي. كما يُفضل أخذ فترات راحة أثناء الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
رفع الساقين أثناء الراحة لتخفيف الضغط.
ارتداء الجوارب الضاغطة، خاصة لمن يقفون لفترات طويلة.
الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي.
خيارات العلاج
في حال تشكل الدوالي، هناك عدة خيارات علاجية متاحة. وتختلف العلاجات بناءً على حجم الأوردة وموقعها، ومدى تأثيرها. وتشمل الإجراءات:
- العلاج بالتصليب
يتم حقن الأوردة بمحلول يؤدي إلى انهيارها، ليعاد توجيه الدم إلى أوردة سليمة.
- العلاج بالليزر السطحي
يستخدم لعلاج الأوردة الصغيرة السطحية.
- الإزالة الجراحية
يتم استئصال الأوردة السطحية من خلال شقوق صغيرة.
- العلاج بالاستئصال الحراري
يتم فيه إدخال مصدر حرارة داخل الأوردة لتدميرها.
وختامًا، وعلى الرغم من أن الدوالي قد تكون شائعة، فإن الوقاية منها تبدأ بنمط حياة صحي. لكن إذا ظهرت الأعراض، فلا تتردد في استشارة طبيب متخصص لتحديد أفضل الخيارات العلاجية المناسبة لحالتك.